فصل: سورة البلد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (نسخة منقحة)



.سورة الغاشية:

.تفسير الآيات (1- 7):

{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)}
{هل أتاك حديث الغاشية} يعني: القيامة؛ لأنَّها تغشى الخلق، ومعنى: {هل أتاك} أَيْ: إنَّ هذا لم يكن من علمك، ولا من علم قومك.
{وجوه يومئذٍ خاشعة} ذليلةٌ.
{عاملة} في النار تعالج حرَّها وعذابها {ناصبة} ذات نصبٍ وتعبٍ.
{تصلى ناراً} تقاسي حرَّها {حامية} حارَّةً.
{تسقى من عين آنية} متناهيةٍ في الحرارة.
{ليس لهم} في جهنم {طعام إلاَّ من ضريع} وهو يبيس الشِّبْرِقِ، وهو نوعٌ من الشَّوك لا تقربه دابَّةٌ ولا ترعاه، وصفته ما ذكر الله: {لا يسمن ولا يغني من جوع}.

.تفسير الآيات (8- 11):

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11)}
{وجوهٌ يومئذٍ ناعمة} حسنةٌ.
{لسعيها} في الدُّنيا {راضية} حين أًعطيت الجنَّة بعملها.
{في جنة عالية}.
{لا تسمع فيها لاغية} لغواً ولا باطلاً.

.تفسير الآيات (15- 17):

{وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)}
{ونمارق مصفوفة} أَيْ: وسائد بعضها بجنب بعضٍ.
{وزرابيُّ} وهي البسط والطَّنافس {مبثوثة} مفرَّقة في المجالس، ثمَّ نبَّههم على عظيمٍ من خلقه قد ذلَّله لصغير؛ ليدلَّهم، بذلك على توحيده، فقال: {أفلا ينظرون إلى الإِبل كيف خلقت}.

.تفسير الآيات (20- 26):

{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)}
{سطحت} أَيْ: بُسطت.
{فذكِّر إنما أنت مذكِّر} ذكِّرهم نعم الله ودلائل توحيده، فإنَّك مبعوثٌ بذلك.
{لست عليهم بمسيطر} بمسلِّط تُكرههم على الإِيمان، وهذا قبل أَنْ أُمر بالحرب.
{إلاَّ من تولى} لكنْ من تولَّى عن الإيمان {وكفر}.
{فيعذِّبه الله العذاب الأكبر} عذاب جهنم.
{إنَّ إلينا إيابهم} رجوعهم.
{ثمَّ إنَّ علينا حسابهم}.

.سورة الفجر:

.تفسير الآيات (1- 6):

{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6)}
{والفجر} يعني: فجر كلِّ يومٍ.
{وليالٍ عشر} عشر ذي الحجَّة.
{والشفع} يعني: يوم النَّحر؛ لأنَّه يوم العاشر {والوتر} يوم عرفة؛ لأنَّه يوم التَّاسع.
{والليل إذا يسر} يعني: ليل المزدلفة إذا مضى وذهب. وقيل: إذا جاء وأقبل.
{هل في ذلك} الذي ذكرت {قَسَمٌ لذي حجر} أَيْ: مقنعٌ ومكتفى في القسم لذي عقلٍ، ثمَّ ذكر الأمم التي كذَّبت الرُّسل كيف أهلكهم فقال: {ألم تر كيف فعل ربك بعاد}.

.تفسير الآيات (7- 10):

{إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)}
{إرم} يعني: عاداً الأولى، وهو عاد بن عوص بن إرم، وإرم: اسم القبيلة. {ذات العماد} أَيْ: ذات الطُّول، وقيل: ذات البناء الرفيع، وقيل: ذات العمد السيَّارة، وذلك أنَّهم كانوا أهل عمدٍ سيَّارة ينتجعون الغيث.
{التي لم يخلق مثلها في البلاد} في بطشهم وقوَّتهم وطول قامتهم.
{وثمود الذي جابوا} قطعوا {الصخر} فاتَّخذوا منها البيوت {بالواد} يعني: وادي القرى، وكانت مساكنهم هناك.
{وفرعون ذي الأوتاد} ذي الجنود والجموع الكثيرة، وكانت لهم مضارب كثيرةٌ يوتدونها في أسفارهم.

.تفسير الآيات (13- 26):

{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)}
{فصبَّ عليهم ربك سوط عذاب} أَيْ: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب.
{إنَّ ربك} جواب القسم الذي في أوَّل السُّورة {لبالمرصاد} بحيث يرى ويسمع ويرصد أعمال بني آدم.
{فأمَّا الإنسان} يعني: الكافر {إذا ما ابتلاه ربُّه} امتحنه بالنِّعمة والسَّعة {فأكرمه} بالمال {ونعَّمة} بما وسَّع عليه {فيقول ربي أكرمنِ} لا يرى الكرامة من الله إلاَّ بكثرة الحظِّ من الدُّنيا.
{وإمَّا إذا ما ابتلاه فقدر} فضيَّق {عليه رزقه فيقول ربي أهانن} يرى الهوان في قلَّة حظِّه من الدنيا، وهذا صفة الكافر، فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يُكرمه الله بطاعته، والهوان أن يُهينه بمعصيته، ثم رَدَّ هذا على الكافر، فقال: {كلا} أَيْ: ليس الأمر كما يظنُّ هذا الكافر. {بل لا تكرمون اليتيم} إخبارٌ عمَّا كانوا يفعلونه من ترك توريث اليتيم، وحرمانه ما يستحقُّ من الميراث.
{ولا تَحَاضُّون على طعام المسكين} لا تأمرون به، ولا تُعينون عليه.
{وتأكلون التراث} يعني: ميراث اليتامى {أكلاً لمّاً} شديداً، تجمعون المال كلَّه في الأكل، فلا تُعطون اليتيم نصيبه.
{وتحبون المال حباً جماً} كثيراً.
{كلا} ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر {إذا دكت الأرض دكاً دكاً} إذا زُلزلت الأرض فكَسر بعضها بعضاً.
{وجاء ربك} أَيْ: أمر ربِّك وقضاؤه {والملك} أَيْ: الملائكةُ {صفاً صفاً} صفوفاً.
{وجيء يومئذٍ بجهنم} تُقاد بسبعين أَلْفِ زمامٍ، كلُّ زمامٍ بأيدي سبعين ألف مَلَكٍ {يومئذٍ يتذكَّر الإنسان} يُظهر الكافر التَّوبة {وأنى له الذكرى} ومن أين له التَّوبة؟
{يقول يا ليتني قدمت لحياتي} أَيْ: للدَّار الآخرة التي لا موت فيها.
{فيومئذٍ لا يعذِّب عذابه أحد} لا يتولَّى عذاب الله تعالى يومئذٍ أحدٌ، والأمر يومئذ أمره، ولا أمر غيره.
{ولا يوثق وثاقه} يعني بالوثاق الإِسار والسًَّلاسل والأغلال، والمعنى: لا يبلغ أحدٌ من الخلق كبلاغ الله سبحانه في التَّعذيب والإِيثاق.

.تفسير الآيات (27- 30):

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}
{يا أيتها النفس المطمئنة} إلى ما وعد الله سبحانه المصدِّقة بذاك.
{ارجعي إلى ربك} يقال لها ذلك عند الموت. {راضية} بما آتاها الله {مرضية} رضي عنها ربُّها. هذا عند خروجها من الدُّنيا، فإذا كان يوم القيامة قيل: {فادخلي في عبادي} أَيْ: في جملة عبادي الصَّالحين.
{وادخلي جنتي}.

.سورة البلد:

.تفسير الآيات (1- 5):

{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}
{لا أقسم} المعنى: أقسم، و{لا} توكيدٌ. {بهذا البلد} يعني: مكَّة.
{وأنت} يا محمَّدُ {حلٌّ بهذا البلد} تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر، أُحلَّت له مكَّةُ ساعةً من النَّهار يوم الفتح حتى قاتل وقتل من شاء.
{ووالدٍ} أقسم بآدم عليه السَّلام {وما ولد} وولده، و{ما} بمعنى مَنْ.
{لقد خلقنا الإِنسان في كبد} أَيْ: مشقَّةٍ يكابد أمر الدُّنيا والآخرة وشدائدهما. وقيل مُنتصباً معتدلاً.
{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} نزلت في رجلٍ من بني جمح يُكنى أبا الأشدين، كان يوصف بالقوَّة؛ فقال الله تعالى: أيحسب بقوَّته أن لن يقدر عليه أحدٌ، والله قادر عليه.

.تفسير الآيات (6- 20):

{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
{يقول أهلكت مالاً} على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم {لبداً} كثيراً بعضه على بعض، وهو كاذبٌ في ذلك، قال الله تعالى: {أيحسب أن لم يره أحد} في إنفاقه، فيعلم مقدار نفقته، ثمَّ ذكر ما يستدلُّ به على أنَّ الله تعالى قادرٌ عليه، وأَنْ يحصي عليه ما يعمله، فقال: {ألم نجعل له عينين}. {ولساناً وشفتين}.
{وهديناه النجدين} يقول: ألم نُعرِّفه طريق الخير وطريق الشَّرِّ.
{فلا اقتحم العقبة} أَيْ: لم يدخل العقبة، وهذا مَثَلٌ ضربه الله تعالى للمنفق في طاعة الله يحتاج أن يتحمَّل الكُلفة، كمَنْ يتكلَّف صعود العقبة، يقول: لم ينفق هذا الإنسان في طاعة الله شيئاً.
{وما أدراك ما العقبة} أَيْ: ما اقتحام العقبة، ثمَّ فسَّره فقال: {فك رقبة} وهو إخراجها من الرِّقِّ بالعون في ثمنها.
{أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة} مجاعةٍ.
{يتيماً ذا مقربة} ذا قرابةٍ.
{أو مسكيناً ذا متربة} أَيْ: ذا فقرٍ قد لصق من فقره بالتُّراب.
{ثم كان من الذين آمنوا} أَيْ: كان مقتحم العقبة وفاكُّ الرَّقبة والمُطعم من الذين آمنوا؛ فإنَّه إنْ لم يكن منهم لم ينفعه قربةٌ {وتواصوا} أوصى بعضهم بعضاً {بالصبر} على طاعة الله تعالى {وتواصوا بالمرحمة} بالرَّحمة على الخلق.
{أولئك أصحاب الميمنة} مَنْ كان بهذه الصفة فهو من جملة أصحاب اليمين.
{والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة} أصحاب الشِّمال. وقيل في أصحاب اليمين: إنَّهم الميامين على أنفسهم، وفي أصحاب المشأمة: إنَّهم المشائيم على أنفسهم.
{عليهم نار مؤصدة} مُطَبقةٌ.

.سورة الشمس:

.تفسير الآيات (1- 8):

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}
{والشمس وضحاها} وضيائها.
{والقمر إذا تلاها} تبعها في الضِّياء والنُّور، وذلك في النِّصف الأوَّل من الشَّهر يخلف الشَّمسَ القمرُ في النُّور.
{والنهار إذا جلاَّها} جلَّى الظُّلمة وكشفها. وقيل: جلَّى الشَّمس وبيَّنها؛ لأنها تبين إذا انبسط النَّهار.
{والليل إذا يغشاها} يستر الشَّمس.
{والسماء وما بناها} أَيْ: وبنائها.
{والأرض وما طحاها} وطحوها، أَيْ: بسطها.
{ونفس وما سوَّاها} وتسوية خلقها.
{فألهمها فجورها وتقواها} علَّمها الطَّاعة والمعصية.

.تفسير الآيات (9- 15):

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}
{قد أفلح} سعد {مَنْ زكاها} أصلح الله نفسه وطهَّرها من الذُّنوب.
{وقد خاب مَنْ دسَّاها} جعلها الله ذليلةً خسيسةً حتى عملت بالفجور، ومعنى دسَّاها: أخفى محلها، ووضع منها وأحملها وخذلها.
{كذبت ثمود بطغواها} بطغيانها كذَّبت الرُّسل.
{إذِ انبعث} قام {أشقاها} عاقر النَّاقة.
{فقال لهم رسول الله} صالحٌ. {ناقة الله} ذَروا ناقة الله {وسقياها} وشربها في يومها.
{فكذَّبوه فعقروها} فقتلوا النَّاقة {فدمدم عليهم ربهم} أهلكهم هلاك استئصال {بذنبهم فسوَّاها} سوَّى الدمامة عليهم فعمَّهم بها. وقيل: سوَّى ثمود بالهلاك، فأنزله بصغيرها وكبيرها.
{ولا يخاف عقباها} لا يخاف اللَّهُ من أحدٍ تبعةَ ما أنزل بهم. وقيل: لا يخاف أشقاها عاقبة جنايته.